شركة إعلام وأكثر الاستشارية

عبدالرحمن ال دايل

حقيقةُ الإلقاء


البعض عندما يسمع كلمة (الإلقاء) أو يجد كتاباً بعنوان (مهارات الإلقاء) أو قد يسمع عن دورة تتحدث عن (فن الإلقاء) , فإنه مباشرةً يقفز إلى ..

البعض عندما يسمع كلمة (الإلقاء) أو يجد كتاباً بعنوان (مهارات الإلقاء) أو قد يسمع عن دورة تتحدث عن (فن الإلقاء) , فإنه مباشرةً يقفز إلى ذهنه تلك الصورة والتي مفادها رجلٌ يقف ويتحدث ومجموعة من الناس يجلسون منصتين .

حقيقة (الإلـقاء) هو كل حديث بين طرفين أو أكثر (مع اختلاف التعاريف) فالرجل اذا تحدث مع زوجته فهذا (إلقاء) وحديث المتهم مع القاضي ( إلقاء ) وقس عليها ,إذن الإلقاء هو مهارة حياتية وليس مجرد معلومات ومهارات .

لسنوات مضت وأنا احضُر مثل هذه الدورات وأقدم دورة بهذا العنوان

(مهارات الإلقاء) كنت اطلُب من بعض المشاركين أن يقف ويتحدث لحوالي خمس دقائق وأقل , والغريب في الأمر ان البعض يرفض رفضاً قاطعاً وكأنما يساق إلى الموت , مع العلم انه أثناء الدورة يكتسب المشارك الكثير من المهارات التي تساعده على التحدث بكل ثقة , وعلى العكس من ذلك زميله الذي يجلس معه على نفس الطاولة قام وتحدث وأبدع , ما هو الفرق ؟

شخصياً , ومن خلال الملاحظة لسلوك بعض المشاركين أستطيع أن اقول أن المشكلة تحديداً هي تلك الصورة الذهنية التي يحملها المشارك في مخيلته والتي يرى نفسه وهو يقف متحدثاً ويتصبب عرقاً والجميع من حوله يضحكون.

باختصار, الخطوة الاولى هي تغيير تلك الصورة الى الصورة الإيجابية والتي ترى نفسك فيها متحدثاً بارعاً والجميع من حولك يصفقون إعجاباً بما قدمت .
ختاماً , قد تبحث كثيراً عن الحلول وهي في مخيلتك.

 

حَظوةُ النفس 


عندما يتحدث شخصٌ عن نفسه وانجازاته , قد نشعر بشيء من الغيرة والحسد أو شيء من الانتقاص له , ولكن عندما نتحدث عن أنفسنا نتمنى ..

عندما يتحدث شخصٌ عن نفسه وانجازاته , قد نشعر بشيء من الغيرة والحسد أو شيء من الانتقاص له , ولكن عندما نتحدث عن أنفسنا نتمنى لو طال الزمان قليلا لنتحدث أكثر , ولكن لماذا هذا التناقض ؟

إنها حظوة النفس يا سادة , تلك الحظوة التي جعلة النفس تحب المدح والثناء , وحب الحديث عن ما نعرف وما لانعرف , وانا فعلت وقلت وسافرت وعملت وغيرها الكثير من العبارات .

يقول تعالى ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا )  تزكية النفس من الرياء والحسد وكل ما يدنسها هو من أعظم الاعمال ومن أصعبها لأنه عملٌ خفي قد لا يظهر على سلوك الإنسان ولكن يكفي بأن الله تعالى يعلم السر وما هو أخفى . ولتزكية النفس عليك باجتناب التالي :

1-  حب المدح والتلهف عليه والفرار من الذم , وتذكر بأنه على مقدار حبك للمدح على مقدار تحسسك من النقد .

2- الطمع في الحصول على ما في أيدي الناس من مال أو جاه .

أخي الكريم : حاول أن تعطي الاخرين مساحةً للتحدث عن أنفسهم , ولا تحاول دائما أن تتسيد المجلس والحديث , لا تتوقع دائما بأن تكون محل ترحيبٍ وتقديرٍ دائم من الجميع , أقبل الواقع بل وأقبل الحقيقة التي تقول ( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).

A.AL-DAIL@hotmail.com*